ملخص كتاب فن اللامبالاة
ملخص كتاب فن اللامبالاة بقلم مارك مانسون، هو موضوع مقالنا اليوم، اقرأه بتمعن لتستفيد بشكل جيد، ستجد في الكتاب أجوبة على أسئلة كثيرة تدور في ذهنك، كلها تهف للوصول للسعادة، سيعلمك الكتاب كيف لا تفرط في الإهتمام بجميع الأشياء.
ملخص كتاب فن اللامبالاة |
ما محتوى ملخص كتاب فن اللامبالاة
سنذكر أهم النقاط الوارة في ملخص كتاب فن اللامبالاة:
1. الحياة مليئة بمختلف أنواع المعاناة، لذلك يجب أن تختار المعاناة التي ستكافح من أجلها.
هناك سؤال عادة مايتكرر في بال كل منا وهو ماذا أريد فعلًا من الحياة ؟أو ماهوهدفي الحقيقي في الحياة؟
عندما يسأل أغلب الناس هذا السؤال فإن جوابهم عادة ما يكون تحقيق السعادة، والذي يأتي على شكل بناء أسرة، أو تكوين ثروة أو الحصول على منصب، أو شهادة علمية أو جسم رياضي أو حتى السفر إلى بفقع مختلفة في العالم.
ولكن في حقيقة الأمر هذه إجابة متوقعة إلى حد يجعلها لا تعني أي شيء، فالإنسان ليس بمقدوره أن يفعل كل ما سبق، فوقت وجهد الشخص لا يتحمل كل هاته الأهداف، وبالتالي العديد منا يصل إلى اللا شيء، وهذا بدوره سبب القلق و التوتر والغضب و الحياة التعيسة، ولكن هناك سؤال آخر يلفت النظر و يجعلنا نفكر بتمعن و تركيز أكثر، سؤال لا ينتبه إليه الكثير من الناس وهو ما الألم الذي ترغب فيه في حياتك ؟ مالذي تضن أنك مستعد للمعاناة و الكفاح من أجله ؟
فالحياة بحد ذاتها نوع من أنواع المعاناة، يعاني الأغنياء بسبب ثرائهم، ويعني الفقراء بسبب فقرهم، ويعاني من لديه أسرة لأن لديه أسرة، ويعاني الموظفون من وظائفهم، ويعاني العاطلون عن العمل من عدم وجود وظائف لهم.
فعندما تفكر مليًا في هذا السؤال، فإنك ستعرف بالتحديد ماتريده من الحياة، وهنا يأتي دور فن اللا مبالاة، حيث أن عدم الإفراط في الإهتمام هو ماينقذ حياتك، فبها ستقبل أن العالم مكان سيء، وأن هذا الشيء لا بأس به لأن العالم كان هكذا على الدوام وسيضل هكذا على الدوام.
ولفهم معنى فن اللامبالاة، عليك مراعاة النقاط الثلاثة الآتية:
- عدم الإهتمام الزائد لا يعني عدم الإكتراث مطلقًا، بل هو يعني أن تهتم على النحو الذي يريحك.
- لكي لا تهمك الصعاب، لابد لك من الإهتمام بالشيء الأكثر أهميةً بالنسبة لك، والذي تحدده عندما تجيب عن سؤال الألم و المعاناة، أما باقي الأشياء ،فعليك ألا تكترث بها.
- سواءاأدركت هذا أو لم تدركه فإنك تختار داءما ما تمنحه إهتمامك
2. إذا كنت راغبًا في تغيير نظرتك إلى مشكلاتك، فإن عليك أن تغير ما تعتبره ذا قيمة كبيرة، وتغير القيم التي تقيس بها نجاحك أو فشلك.
في عام 1983، تم طرد عازف القيتار ( ديف موستن ) من فرقته الموسيقية، وقد وقعت هذه الفرقة الموسيقية لتوِها عقدًا لتسجيل أول ألبوم لها، وكان هذا قبل يومين فقط من البدء بالتسجيلات، وبدون سابق إنذار أو مناقشة، حيث قاموا بإيقاضه ذات يوم وتسليمه تذكرة العودة.
وبينما كان ديف جالسًا في الحافلة المتجهة الى لوس انجلس، كان متضايقًا ومهمومًا بما حدث، حيث أن الحصول على ققود التسجيلات لم يكن بالأمر السهلن ومن الممكن أن يكون قد ضاعت عليه فرصة العمر، ولكنه بعد فترة تمكن من تجاوز هذه الهموم، وقرر أن ينشِئ فرقةً جديدةً سيكون بمقدورها التفوق على فرقته الأولى، وجعل زملاءه القدامى يشعرون بالندم لطرده منها.
فكرة الإنتقام لم تغادر تفكيره، وفعلًا تمكن (ديف) من إنشاء فرقته الجديدة، وبعد عامين تمكنت الفرقة من تسجيل ألبومها الأول، والذي دخل القائمة الذهبية، كانت فرقته الجديدة هي فرقة (ميقاديث) ذات الشهرة الأسطورية، والتي بلغت مبيعاتها أكثر من 25 مليون نسخة، ولكن لسوء حظ (ديف)، كانت فرقته التي طردته واحدةً من أعظم موسيقى الروك على الإطلاق، حيث أنها تمكنت من بيع أكثر من 180 مليون ألبومًا حول العالم، وفي مقابلة خاصة ل (ديف) صرح فيها أنه يعتبر نفسه شخصًا فاشلًا رغم كل هذه الإنجازات التي حققها، وذلك لأنه لم يتمكن من التغلب على فرقته التي طردته.
تعتبر هذه القصة مثالًا حيًا على أهمية إختيار القيم و المعايير الصحيحةن عندما نقيس نجاحنا أو فشلنا، حيث أن (ديف) كان يقيس نجاحه أو فشله بمعيار تغلبه على فرقته التي طردته، وبالتالي كتب على نفسه الفشل الدائم.
ومن هنا يتضح أن هناك قيمًا و مقاييس جيدة وأخرى سيئة، وتُعرَف المقاييس الجيدة على أنها مؤسسة على الواقع و بناءة إجتماعيًا، ويمكنكم ضبطها و قياسها مثل: الصدق و الأمانة و الدفاع عن النفس و الآخرين، و الإحسان و التواضع، وفي المقابل تُعرَف القيم السيئة على أنها: خرافية أو خيالية، وهدامة أجتماعيًا، ولا يمكن ضبطها و قياسها مثل: الهيمنة من خلال العنف، والسعي لإرضاء الجميع و الثراء من أجل الثراء، والحرص على احتلال مركز الإهتمام على الدوام.
3. تحمل المسؤولية عن كل شيء يحدث في حياتك بصرف النظر عمن هو ملوم فيه.
كان (ويليام جيمس) ينحدر من أسرة ثرية، حيث كان أبوه أحد أبرز رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن ويليام كان يعاني منذ ولادته من مشاكل صحية عديدة، والتي كانت تهدد حياته باستمرار، فقد أصيب في طفولته بمرض في عينيه جعله يصاب بالعمى لفترة مؤقتة، كما كان عادةً ما يصاب بألم فضيع في المعدة يجعله يتقيأ باستمرار، وكذلك كان لديه مشاكل عديذة في السمع، و تشنجات في الظهر تجعله عاجزًا عن الوقوف أو الجلوس.
و بسبب هذه المشاكل كان (ويليام)ىيقضي معظم وقته في البيت، ولم يكن لديه أصدقاء كثر ، حيث كان يمضي معظم أوقاته بالرسم، وعندما كبر وصار رجُلًا لم يقبل أحد شراء أعماله، لذلك قرر أبوه أن يستخدم علاقاته الواسعة لتأمين مقعد ل (جيمس) في كلية الطب بجامعة هارفارد، لكن (ويليام) لم يكن مرتاحًا في هذا التخصص، حيث أن مشاكله المرضية المختلفة كانت تعيقه على الدراسة في مدرسة الطب، فما لبث أن ترك الجامعة و قرر أن يذهب مع مجموعة من علماء الأنثروبولوجية إلى غابات الأمازون، وتكرر فشلهم من جديد، حيث لم يتحمل جسده الضعيف الأجواء القاسية هناك، وعاد من جديد إلى الولايات المتحدة.
أصيب بإكتئآب عميق وبدأ يخطط لإنهاء حياته، ولكنه في يوم من الأيام كان يقرأ محاضرات للفيلسوف (تشارلز بيرس)، والتي كانت فحوى فلسفته أن على الأنسان أن يعتبر نفسه مسؤولا مئة بالممئة عن كل حدث يحدث في حياته، بصرف النظر عمن هو ملوم فيه، فقرر (جيمس) أن يتبنى هاته الفكرة، فكانت النتيجة أن صار (ويليام جيمس) أبًا لعلم النفس الأمريكي، حيث ترجمت أعماله إلى عشرات اللغات المختلفة، كما أنه أصبح مُدرِسًا في جامعة هارفارد، وأصبح يجوب العالم لإلقاء محاضراته.
وقد أطلق على هذه الفكرة التي تبناها اسم "الولادة من جديد" ونسب إليها الفضل فيما حدث له.
وفحوى هذه القصة هو أن على الإنسان أن يدرك ويؤمن بأنه مسؤول عن كل ما يحدث له بصرف النظر عن الظروف الخارجية المحيطة، فهو بكل تأكيد ليس قادراً على التحكم بما يحدث أو ييحدث له، ولكنه قادر دائمًا على التحكم بكيفية تفسيره لها، إضافة إلى تحكمه بكيفية الإستجابة لها.
4. تخلص من أفكار مشروع الخلود، فالموت حق.
يعتبر الموت إحدى الحقائق التي لا يمكن لأي شخص أن ينكرها، فكل نفس ذائقة الموت، ورغم أن هذه الحقيقة تعتبر صعبة وغير مريحة لكثير من الناس، إلا أنها دائما ما يكون لها تأثير كبير في طريقة عيشنا، والقرارات التي نتخذها،
ولكي نشرح أهمية الدور الذي تلعبه فكرة الموت في حياتنا، دعونا نلقي نظرة على كتاب إيرنست بيكر (إنكار الموت)، الذى يعتبر واحد من أكبر الأعمال الفكرية والفلسفية أثرا خلال القرن العشرين، حيث أنه كتبه وهو على فراش الموت بعد إصابته بسرطان القولون، ويحوى هذا الكتاب فكرتين أساسيتين:
الأولى: هي أن الإنسان كائن فريد من نوعه، يختلف إختلافا كليا عن بقية الكائنات الحية في قدرته على التصور والتخيل والتفكير، يستطيع أن يتصور نفسه في حالات إفتراضية في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وبالتالي يدرك حتمية موته
في لحظة ما، وهذا ما يولد لديه ما يسمى "برعب الموت"، وهو قلق وجودى يستبطن كل ما نفكر فيه، وكل ما نفعله، وهذا يقودنا إلى الفكرة الثانية من كتاب بيكر، وهي أن إدراك حقيقة أننا سنفنى في يوم من الأيام، يجعلنا نفكر ونعمل على ترك بصمة وأثر تبقى بعد أن تفنى أجسادنا.
وهذا ما اسماه ب" مشروع الخلود "، الذى سيخلد أسماءنا عبر التاريخ، لذلك قامت العديد من الشخصيات المشهورة عبر التاريخ بتطبيق هذه الفكرة، عن طريق وضع أسمائهم على المباني أو نحت تماثيل لهم، أو رسم لوحات فنية تخلدهم، أو حتى تأليف كتاب، وكذلك، يمكننا القول أن الحضارة البشرية ما هي إلا نتيجة لمشاريع خلود أقامها رجال ونساء عاشوا قبلنا، فكونوا المدن والحكومات والسلطات، وأسسوا السياسة والرياضة والفن والإختراعات التكنولوجية، وتعتبر فكرة "مشروع الخلود" من الأفكار السلبية، وذلك لأنها على المستوى الجماعي قد تؤدى إلى إندلاع الحروب، أو الثورات أو حالات القتل الجماعي، كما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية.
وحتى على المستوى الفردى، فإن فشل الإنسان في تحقيقه لمشروع الخلود يؤدى إلى القلق الشديد والاكتئاب، ولحسن الحظ، هناك طريقة تستطيع من خلالها التغلب على هذه الفكرة، وهي بكل بساطة أن تستخدم فن اللامبالاة، حيث تقوم بالتركيز على الحاضر واللحظة الحالية.