فهم الأكل العاطفي: خطوات عملية لفهم الذات والشفاء من الأكل العاطفي
سنتحدث عن فهم الأكل العاطفي: خطوات عملية لفهم الذات والشفاء من الأكل العاطفي وكيفية التوقف عنه، وما هو بالضبط وما الذي يدور حوله. هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكننا بها أن نأكل عاطفياً، وأنا لا أقترح أبداً أن تتوقف عن الأكل لأسباب عاطفية، ولكن أريد فقط أن يكون الأكل لأسباب عاطفية باختيارك وليس شيئاً يحدث لك دون وعي.
 |
| فهم الأكل العاطفي: خطوات عملية لفهم الذات والشفاء من الأكل العاطفي |
فعلى سبيل المثال، إذا ذهبت إلى حفلة عيد ميلاد وأردت تناول قطعة من الكعك، فأنت تتناول هذه الكعكة كوسيلة للاحتفال مع صديقك أو عائلتك أو أي شخص يحتفل بعيد ميلاده، أليس كذلك؟ أنت لا تأكل تلك الكعكة لأنك جائع بيولوجياً، بل تأكلها كوسيلة للاحتفال، وهذا اختيار، وإذا اخترت ذلك فيجب أن تستمتع به. هذا ليس نوع الأكل العاطفي الذي نريد مناقشته اليوم.
ما هو الأكل العاطفي؟
الأكل العاطفي هو عندما نأكل ليس لحل الجوع البيولوجي ولكن للمساعدة في تهدئة أو حل عاطفة ما، نحن لسنا جائعين للطعام في الواقع لكننا نحاول تخفيف حدة نوع معين من العواطف، نحاول تهدئة أنفسنا أو تجنب عاطفة لا نرغب في التعامل معها.
لماذا نلجأ إلى الأكل عند الشعور بالمشاعر السلبية؟
يحاول الدماغ إيجاد طريقة للشعور بتحسن، وعندما نأكل نحصل تلقائياً على جرعة من الدوبامين، وهو هرمون الشعور بالرضا في الدماغ والجسم، وهذا يجعلنا نشعر بتحسن. ليس ذلك فحسب، فبالنسبة للكثير من الناس، عندما كنت صغيراً، عندما كنت رضيعاً، عندما كنت منزعجاً وتبكي، ماذا يحدث؟ تعطيك أمك زجاجة الحليب أو تضعك على ثديها للرضاعة الطبيعية. لقد تعلمت منذ سن مبكرة جداً أن الطعام والأكل هو طريقة فعالة جداً لحل وتهدئة العواطف.
الأكل العاطفي ليس خطأك، لكنه قد لا يخدمك
لذلك إذا كنت تأكل عاطفياً، فأنت لست مجنوناً، ليس هناك شيء خاطئ فيك، فهذا منطقي تماماً، ولكنه لم يعد يخدمنا، ولهذا السبب نريد أن يكون لدينا فهم أعمق له حتى نتمكن من البدء في تغييره.
لماذا ننتقد أنفسنا عند الأكل العاطفي؟
ما يحدث للكثير من الناس هو أنه عندما ندرك أننا نأكل عاطفياً أو أننا نأكل عندما لا نكون جائعين، فإن ردة فعلنا التلقائية هي الغضب من أنفسنا (انتقاد أنفسنا) والحكم على أنفسنا. لكن المشكلة في ذلك هي أنك تفقد الوصول إلى نفسك عندما تعاقب نفسك.
البديل الأفضل: الفضول بدلًا من العقاب
الأمر الصائب الذي عليك فعله هو استبدال ذلك النقد بالفضول. عندما تجد نفسك تأكل وأنت لست جائعاً بيولوجياً، عليك أن تبدأ بقليل من الوعي وقليل من الفضول، عليك أن تصبح مراقباً لما تفعله ولماذا تفعله.
كيف نتعرف على دوافع الأكل العاطفي؟
إذا كنت تأكل بسبب مشاعر مثل التوتر أو الملل، فحاول التعرف على هذا الشعور واسأل نفسك: كيف يمكنني تهدئة نفسي أو التعامل مع هذا الشعور بطريقة أخرى غير الأكل؟
ربما تحتاج إلى الراحة، أو التحدث مع شخص ما، أو القيام بنشاط يخفف عنك. الهدف هو فهم احتياجاتك الحقيقية بدلاً من اللجوء إلى الطعام تلقائياً.
التوقف للحظة: خطوة أولى لفهم مشاعرك
عندما تشعر برغبة في الأكل دون جوع حقيقي، توقف للحظة، خذ نفسًا عميقًا، واسأل نفسك: ما الشعور الذي أحاول الهروب منه؟ هل يمكنني فقط الجلوس معه قليلًا وفهمه؟ عندما تعرف ما تحتاجه حقًا، ستتمكن من تلبية هذا الاحتياج بطريقة أكثر وعيًا واهتمامًا بنفسك.
تقنيات بسيطة للسيطرة على الأكل العاطفي
1. ممارسة التوقف قبل الأكل
نحن معتادون على الاستجابة لرغباتنا فورًا، تمامًا مثل طفل صغير يريد شيئًا في اللحظة التي يخطر بباله. عندما نشعر بعدم الراحة، نبحث بسرعة عن أي شيء يبعدنا عن هذا الشعور، مثل تناول الطعام فورًا. ما أدعوك إليه هو التوقف للحظة قبل الاستجابة لهذه الرغبة، وإعطاء نفسك فرصة للتفكير: لماذا أشعر بهذه الرغبة في الأكل الآن؟ ما هو الشعور الحقيقي وراءها؟ وكيف يمكنني التعامل معه بطريقة أفضل تخدم مشاعري، وجسدي، وراحتي بشكل عام؟
2. التنفس العميق كأداة للتهدئة والتوازن
التنفس العميق البسيط هو أداة فعالة لمساعدتك على تهدئة نفسك. من السهل جداً التغاضي عن بعض التقنيات الأكثر بساطة في بعض الأحيان، ولكن تذكر أن أجسادنا لا تعرف الفرق بين الإجهاد الحقيقي والمتصور. عندما نكون في حالة إجهاد، نتنفس بسرعة، نتنفس بشكل سطحي، وهذا ما يفعله الجسم عندما يكون مجهداً.
إذا توقفت للحظة وأخذت من 5 إلى 10 أنفاس عميقة وبطيئة، ستُرسل إشارة إلى دماغك بأن كل شيء بخير، ولا يوجد سبب للقلق أو للهروب. لن تشعر بالحاجة الملحّة للأكل فورًا، بل ستتمكن من التعرف على مشاعرك وفهمها. ببساطة، التنفس العميق يساعدك على تهدئة نفسك ومعرفة ما يحدث بداخلك.
كيف تسامح نفسك وتتعامل مع الانتكاسات؟
هذه العادة تحتاج إلى وقت وتدريب، مثل تعلم المشي أو ركوب الدراجة. لن تتقنها من أول مرة، وستجد نفسك تحاول وتتعثر، ثم تحاول مرة أخرى، وهذا طبيعي. **الفشل ليس دليلاً على أنك لا تستطيع، بل فرصة للتعلم والتحسن.
لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها برغبة في الأكل دون جوع حقيقي، توقف للحظة، خذ نفسًا عميقًا، واسأل نفسك: ما الشعور الذي أحاول الهروب منه؟ هل يمكنني فقط الجلوس معه قليلًا وفهمه؟ عندما تعرف ما تحتاجه حقًا، ستتمكن من تلبية هذا الاحتياج بطريقة أكثر وعيًا واهتمامًا بنفسك.
قدمنا لكم فهم الأكل العاطفي: خطوات عملية لفهم الذات والشفاء من الأكل العاطفي، ويمكنكم قراءة عدة مواضيع مشابهة على موقعنا.
إقرأ مقال دايت رمضان الوجبات بالتفصيل: نظام فعّال لخسارة الوزن في رمضان من هنا.
إقرأ أيضًا مقال تعرف على الكارب سايكل Carb cycling من هنا.
يمكنك حساب سعرات طبقك من هنا.
يمكنك حساب مؤشر كتلة الجسم لمعرفة هل تعاني من السمنة أو النحافة من هنا.
أحسب كمية الماء التي تحتاجها في يومك من هنا.